كان مبدأ تسخير الفن في أيام حكم الملوك في فرنسا حيث تمكنت الطبقة الأرستقراطية من فرض نفوذها لتوجيه الفن باتجاه إرضاء الأذواق الشخصية فقد دُفع الفنانين إلى اللجوء للأساليب التاريخية التقليدية و إلى الأساطير الخيالية ، ولكن عندما تأكدت أهمية إحساس الفرد بذاته نتيجة لقيام الثورة الفرنسية عام 1789م عاد الفنانون ليكونوا رمزاً للتعبير عن المشاعر والأفكار من خلال أعمالهم الفنية .. وبذلك أصبح النظر إلى الفن في ذلك الوقت على أنه الوسيط لإعداد الناس وتربيتهم اجتماعياً وطريقة للتعبير عن الواقع الذي يعيشونه ، ثم جاء القرن العشرين فأشرقت شمس التطور الحاسم للفن ففي هذه الفترة تبنى أساتذة الفن التعامل مع موضوعات الفن بأساليب مُتعددة .. والتعبير عن الحقيقة الداخلية للعقل والمخيلة والحواس وبهذا المفهوم تخلى الفنان الحديث عن مهمة إيهام المشاهد بصورة مُقنعة عن الحقيقة المُدركة وسعى لتقديم حقيقة ذاتية مُستقلة وجديدة أكثر صدقاً وحداثة عالمها هو الفن ذاته .
كما وجد الفن الحديث أحد مصادره الرئيسة في الاستلهام من جمالية الفن الياباني وبخاصة ميل هذا الفن العريق إلى اللاتماثل وإلى السطوح الزخرفية ، كما استلهم الفنانون الجوانب الروحية في الفن البدائي حتى أصبحت الصور الرمزية لأشكال الفن في العصور البدائية بمثابة رصيد ضخم استمد منه الفنان في العصر الحديث أفكاره و أثرى به تصوراته ، وأيضاً سعى الفنان في القرن العشرين إلى الاستغناء عن الواقع المرئي بتحطيم الأشكال الظاهرية للموضوعات من اجل أن يكشف عن الجوهر الشكلي أو التعبيري لها ، كما عمد بعض الفنانين إلى اقتلاع جذور كل الأفكار والمفاهيم المتصورة من قبل عن الشكل وذلك بارتيادهم عالم اللاشعور واستكشافهم لخبايا وينابيع الشخصية الإنسانية من أجل توليد وإيجاد أشكال وموضوعات تتسم بالجدة والحداثة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق