الجمعة، 14 أكتوبر 2011

الإدراك المادي والإحساس المعنوي :

 
    الشعور الإنساني الحقيقي بما حولنا يجب أن يكون مادياً و معنوياً في نفس الوقت ..!! والذي يُحدد أيهما يبدأ أولاً المواقف الحياتية والظروف المحيطة وطبيعة الشيء الذي نُريد أن نختبر شعورنا تجاهه ..؟؟
  فالمفاهيم والمبادئ والقناعات نشعر ونؤمن بها معنوياً ولكن لا يمكن أن تُعزز قيمتها في عقولنا وأرواحنا أو نتمكن من إدراكها بحق .. إلا بعد أن نُظهرها ونُطبقها في مواقفنا الحياتية وفي تعاملاتنا الظاهرة    أو الضمنية .. ويكون لزاماً علينا أن نتعامل بها ومعها في سماء واقعنا لأنها بغير ذلك قد تكون أوهاماً ومُجرد أفكار افتراضية وتنظير يحتل جزء لا يُستهان به من فكرنا وعقولنا التي نحتاج لكامل طاقتها لنساير بها أحداث يومنا و نتطلع من خلالها لمستقبلنا .
   والأشياء التي لها صفة مادية وتشغل حيزاً في الفراغ وتتصل بالواقع المرئي فمن الطبيعي أن نُدركها مادياً بإحدى حواسنا ثم نتأمل في كُنتها وقيمتها الحقيقية في حياتنا لنُحس بجمالها المعنوي ونشعر بوقعها الحقيقي والضمني على نفوسنا وأرواحنا .
  المهم أن الإحساس المعنوي والإدراك المادي شيئين مترابطين ويكمل بعضها بعضاً إذا كنا نتوق للتعايش الحقيقي والتعامل الصادق مع أنفسنا أو مع أي شيء آخر في حياتنا .. ويجب علينا العمل على مُحاولة تحسين قدراتنا في استيعاب المتناقضات التي قد تُحيط بنا لكي نشعر بأننا على قدر كافي من التفهم الإنساني والتكيف البيولوجي .. ولنوثق إحساسنا ونختبر مدى صدقه أو لكي نؤمن بوجوده وواقعيته وقيمته بعيداً عن التشكيك والمغالطة - التي قد تُفاجئنا مستقبلاً - فلا بد لنا من مواقف اختبارية نتأمل من خلال نوافذها ونتائجها حقيقة أنفسنا ومدى رسوخ أفكارنا..؟؟ أما إذا عدمنا الوسيلة للشعور الفعلي بصدق مبادئنا وفقدنا المبادرة فعلينا مراجعة حساباتنا..!!
   هذا ما قادني له فكري وما أؤمن به .. ولكل منا طريقته ونظمه وقناعاته .. ولكل منا ما يناسبه .. المهم أن نصل في النهاية إلى أن نكون متصالحين مع أنفسنا وأن نطرق أبواب القناعة الحقيقية والإدراك المتفهم ،،
                                                                              محمدالعبدالكريم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق